شات الله محب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شات الله محب

شات الله محب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه معاصره عم فريد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 122
نقاط : 331
تاريخ التسجيل : 17/03/2011
العمر : 32

قصه معاصره عم فريد Empty
مُساهمةموضوع: قصه معاصره عم فريد   قصه معاصره عم فريد Emptyالسبت مايو 21, 2011 8:44 pm




من كتاب (رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين) لقدس أبونا القمص لوقا سيداروس



خدمة الملائكة
وقف الترام بالقرب من الكنيسة ، التى أحبها وعاش فيها عمودا حيا ، وكان قد غادر الكنيسة منذ ساعة من الزمن ، بعد أن تناول من الأسرار المقدسة بحسب عادته كل يوم وإلتف الناس فى زحام حول الترام ، وتساءل الجميع عما حدث.
لقد آمال الرجل رأسه وأسلم روحه فى سلام عجيب فى طرفة عين وهو جالس فى مكانه فى الترام وقد ظن من حوله أنه نائم ، وعندما حاولوا إيقاظه وجدوه قد إنطلق الى عالم الخلود ، هكذا فى هدوء وسلام ملائكى رحل عم فريد عن عالمنا ، وتعجب من كانوا معه فى القداس لأن الرجل كان منذ وقت قليل غاية فى النشاط ولم يكن يبدو عليه أى شىء ولكن ألم يقل الكتاب "ما هى حياتكم إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل".
وتجمع الأحباء والأقارب فى منزل عم فريد ... وبدأت تذكارات كثيرة وصور مضيئة تتبادر الى أذهان الحاضرين ، فقد كان أيقونة جميلة ، للهدوء والوداعة المسيحية ، لك يكن يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته كسيده ، وإبتسامة جميلة تعبر عن السلام الى لم تفارقه أبدا حتى فى أشد المواقف.
ثم تذكر الأقارب هذا المسلك العجيب لعم فريد عندما توفيت أخته وكان يستحق هو ميراثا هذا مقداره ، ورغم يساطة حياته المادية وإحتياجه لبعض المقدار ولكن الرجل أصر رغم معارضة من حوله على ألا يكون وارثا لأمور أرضية . متنازلا عن كل شىء بمحض إرادته للأخرين . كانت الصور والمواقف تتوالى وتفرض نفسها على محيط الجالسين ، فسيرة الرجل وحياته تنطق بكل ما هو روحى ، لقد كان عم فريد حلوا لكل أحد وقد كان سره الذى لم يعرفه أحد هو الحياة الداخلية والتدين العالى الذى عاشه ، فهو منذ شبابه المبكر ، يتمتع بعلاقة حية مع المسيح ، يستيقظ كل يوم مبكرا الساعة 4 فجرا ، ويبدأ نشاطه الخفى الباطنى ، صلاة وتسبيح ومزامير وقراءة وتراتيل حتى الساعة السابعة صباحا ، بفرح ومسرة شديدة.
كان هذا بمثابة بداية روحية لكل يوم وإستعداد لمواجهة كل حروب الشياطين ، وركيزة للسلوك المسيحى وقوة لتنفيذ الوصايا.
ولم يكن شىء يستطيع أن يعطله أو يثنيه عن عزمه ، وكان أن توالت السنون وصارت جذور السهر والصلاة تمتد عمقا فى حياته ، وكانت حياته الظاهرة أمام الناس هى ثمرة لحياة الشركة العميقة مع الله.
ترى من رسم له هذا القانون فى الصلاة سوى الأمور التى ذاقها فى عشرته مع رب المجد. وقد شهد أهل بيته أنه لم يقطعه عن نهوضه المبكر سوى المرض وقد واظب هكذا ما يزيد على 40 سنة ، فصار ينبوع الروح فيه متجددا وصارت الصلاة فيه أولى الغرائز ، وأصبحت له كالتنفس فى ضرورتها.
ولما عرف الجميع هذا التدبير السرى الروحانى أيقنوا أن الحياة الروحية (ملكوت الله) كما قال الرب تشبه كنزا مخفيا فى حقل وهو فعلا كجوهرة ثمينة متى وجدها الانسان مضى وباع كل شىء وإقتناها.
ما أحوجنا لحياة الصلاة التى بها نستطيع أن نقدم حياتنا كرائحة المسيح فعلا وكنور للعالم وملح للأرض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://allah-mo7p.mam9.com
 
قصه معاصره عم فريد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شات الله محب :: سير القديسين-
انتقل الى: