صليبك هو ذاتك
تذكروا دائمًا أنكم مجرد آلات.. فلستم أنتم الذين تقررون كيف أو أين أو متى تعملون؛ لأني أنا الذي أُدبر كل ذلك.
أعِدُّوا أنفسكم جيدًا لكي تعملوا عملي، وكل ما يَعوق نشاطكم يجب أن يُداوَى.
إن صليبي هو وحده الذي توضع عليه كل أثقال البشرية وهمومها.. فما أشدّها حماقة، أن يحاول أحد أتباعي أن يحمل أحماله الخاصة؛ بينما لا يوجد سوى مكان واحد فقط.. ألا وهو صليبي!
إنه يشبه إنسانًا منهوك القُوَى، يسير على طريق مُتْرِِب تحت قيظ أشعة الشمس الحارقة، حاملاً ثقلاً عظيمًا على كتفْيه، بينما عُملتْ كل الترتيبات لحملها عنه.. هذا بالإضافة إلى أن الطريق بكل مشاهده، وزهوره. والجمال المحيط به، يكون قد ضاع منه.
ولكن يأولادي، لعلكم تفكرون فيما قلته لكم: ”احمل صليبك كل يوم واتبعني“.
نعم، إلاّ أن الصليب المقدَّم هنا لكل واحد منكم، هو صليب يمدّكم بإمكانية صلب ذواتكم، التي تعوق تقدمكم وفرحكم، وتمنع عنكم تدفق حياتي المحيية، وروحي المشدد لكيانكم.
استمعوا إليَّ.. أَحِبّوني. ابتهجوا فيَّ.. افرحوا.
وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.